الأحد، 17 أكتوبر 2010

ورقة من ( أوراق الورد ) للرافعي ( رحمه الله )

لا أدري كيف ألهم الله عز وجل هذا الرجل مثل هذا الإبداع .... ؟


إنه ليس معي إلا ظلالها ، ولكنها ظلال حية تروح وتجيء في ذاكرتي ، وكل ما كان ومضى هو في هذه الظلال الحية كائن لايفنى وكما يرى الشاعر الملهم كلام الطبيعة بأسره مترجما إلى لغة عينيه أصبحت أراها في هجرها طبيعة حسن فاتن مترجمة بجملتها على لغة فكري....


كان لها في نفسي مظهر الجمال ومعه حماقة الرجاء وجنونه ثم خضوعي لها خضوعا لا يفنى فبدلني الهجر منها مظهر الجلال ومعه وقار اليأس وعقله ..ثم خضوعي لخيالي خضوعا لا يضرها....


وما أريد من الحب إلا الفن فإن جاء من الهجر فن فهو الحب......

كلما ابتعدت في صدها خطوتين رجع لي صوابي خطوة..

لقد أصبحت أرى ألين العطف في أقسى الهجر ولن أرضى بالأمر الذي ليس بالرضا ولن يحسن عندي مالا يحسن ولن أطلب الحب إلا في عصيان الحب أريدها غضبى فهذا جمال يلائم طبيعتي الشديدة وحب يناسب كبريائي ودع جرحي يترشش دما فهذه لعمري قوة الجسم الذي ينبت ثمر العضل وشوك المخلب وما هي بقوة فيك إن لم تقو أول شيء على الألم...

أريدها لا تعرفني ولا أعرفها لا من شيء إلا أنها تعرفني وأعرفها ....تتكلم ساكتة وأرد عليها بسكوتي صمت ضائع كالعبث ولكن له في القلبين عمل الكلام الطويل..
 
مصطفى صادق الرافعي ( 1881- 1937 )

هناك تعليقان (2):

  1. صدقت و صدق الرافعى رحمه الله
    لكن لاتخلط بين تجربه واخرى

    ردحذف
  2. جميل و شيق وصادق

    ردحذف