الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

مع البحر........


أنا والبحر

توقفت على شاطىء البحر ساعة أديم الفِكَر

تذكرت يوما قد زرته فمسح الهموم كأن لم يذر

هموما أقضت فراشي الوثير فلم يعد أبدا صالحا للبشر 

أيا صاحبي كيف تحملتني فلم يصبك سأم وما من ضجر

 أتذكر قريبا قد غسلتني فما من ملام وما من ضرر

أتيتك تزيح عني ما تبقى فما لك اليوم تشيح النظر

 أتراك نسيتني أم شغلت عني بما في جوفك من ثمين الدرر

 فسكن موجه وشلت أركانه وبدأ ينظر إلى من أصر 

أمازلت تحيا ولم يبق منك إلا دمع طفل وشيب الكبر
 
بكيت بجانبي بالأمس فكأن بكاءك ماء المطر

ارحل فإن دموعك الأجاج والعذب يذهب أي ملح ومر 

احفظ دموعك فقد صِرْتُ قبرًا لأسرابِ الطيورِ وكلِ الزُمَر

فنظرت إليه حزينا ساكنا فلم أر غير انعكاسِ الصور

وما إن هاجت عبرة من دموعي حتى تذمر وتأهب للسفر

وما زاد قلبي حزنا وهما أن قال " ويحك " ثم انهمر


محمود علي ... في 5 / سبتمبر / 2010 

هناك 3 تعليقات:

  1. دراما هادفة واقعية

    ردحذف
  2. وها في آخِرِ القصيدةِ تَعاكَسَ الدَّور
    ذهَبَ يَشْتَكي فإذا الدموعُ تأتيهِ نَهر
    فصارَ مُسْتَقبِلُ ماءِ البحرِ واحدٌ من بشر
    وتلَقّى دموعَ البحرِ الذي يَسَعُ دَمعًاانهَمَر

    فمِنَ القلوبِ مَنْ جَعَلها الله مستودَعَ الضُمُر
    ومهما حاوَلَتْ أن تَشتكي , تُرَى عَن غيرِها تُزيحُ الضَّجر
    وكأنَّ فيها سعَةً فوقَ سَعَةِ محيطٍ أو بحر
    فهذا قلبُ ابن ادم ’ إنْ اتَّسَعَ , فأمامَه العالم صَغُر
    وليذكَرّن اسمَ الله الواسع ولاتِّساع المعنى يكون ممن سَبَر
    ومَنْ كانَ هذا حالُهُ فعليهِ أنْ يُلقِي الذي قَيَّدَ وأَسَر
    وينطلق محلّقًا في عالمٍ ليسَ إلّا لأرواحِ الطَّير
    وليكونَنْ لأيِّ قيدٍ أوَّلَ مَنْ كَسَر
    فعسى الله أنْ يكونَ لكلّ جرحٍ مِن حزنٍ جَبَر
    فهو القدير على هذا وهو الذي اقتدر

    وهذا اليقين الذي تحسّه في قلبِكَ هو أقوى مِنْ دليلِ مَنْ سَطَر



    ... / ....

    ردحذف
  3. أحسنت , كلمات جميلة , جزاكم الله خيرا على تشريفكم لنا

    ردحذف