لطالما تساءلت بيني وبين نفسي : كيف لا يسود الأدب العربي بل و العالمي مثل ذلك الرجل........ ؟
يا من على الحب ينسانا ونذكره ...لسوف تذكرنا يوما وننساكا
إن الظلام الذي يجلوك يا قمر .... له صباح متى تدركه أخفاكا
لا يصح الحب بين اثنين إلا إذا أمكن لأحدهما أن يقول للأخر : يا أنا ....
ومن هذه الناحية كان البغض بين الحبيبين – حين يقع – أعنف ما في الخصومة , إذ هو تقاتل بين روحين على تحليل أجزاءهما الممتزجة .
وأكبر خصيمين في عالم النفس : حبيبان تباغضا .
إن من النساء ما يفهم ثم يعلو في معانيه الجميلة إلى أن يمتنع , ومن النساء ما يفهم ثم يسفل في معانيه الخسيسة إلى أن يبتذل .
إن من المرأة ما يحب إلى أن يلتحق بالإيمان , ومن المرأة ما يكره إلى أن يلتحق بالكفر .
من المرأة حلو لذيذ يؤكل منه بلا شبع , ومن المرأة مر كريه يشبع منه بلا أكل .
وبعض النساء تنقص بها الحزن , وبعضهن تغير بها الحزن , وبعضهن ... تتم بها حزنك .
لا يتقد الشجر الأخضر إلا من أشد النار سعيرا , وتتقد المرأة الجميلة حتى من أشعة وهمها .
كم من امرأة جميلة تراها أصفى من السماء , ثم تثور يوما فلا تدل ثورتها على شيئ إلا كما يدل المستنقع على أن الوحل في قاعه , فأغضب المرأة تعرفها .
يجب على المدراس حين تعلم الفتاة كيف تتكلم , أن تعلمها أيضا كيف تسكت عن بعض كلامها .
الخبيثات للخبيثين : قيل لأرض حطيبة ( أي كثيرة الحطب لخبث تربتها ) : من تشتهين أن يكون زوجك لو كنت امرأة ؟
قالت : الفأس .
تجاورت شجرة من الحسك ( الشوك ) وشجرة من الورد , فزهت الوردة زهوا عاطرا بطبيعة العطر الذي في مادتها .
فقالت لها الحسكة : ويحك , ما هذا الزهو الذي أفسدت به محلك من نفسي ؟
قالت الوردة في كلام هو عطر أخر : لا تتعبي نفسك في تحقيري , فلست أفهم لغة الشوك إلا إذا كان ينبت الورد .
قيل لحية سامة : أكان يسرك لو خلقت امرأة ؟
قالت : فأنا امرأة غير أن سمى في الناب وسمها في لسانها .
ما ألأم الشجرة التي لو نطقت لشتمت من يسقيها .
يخيل إلى أن عقل بعض النساء مثل وجوههن المزورة : تحته ما تحته وليس عليه إلا ( غبار) من العقل .
شر النساء عندك وعندي هي التي تجعلك تتنبه إلى ما في النساء من الشر .
قال بعضهم لزاهد عظيم : إني رأيتك الليلة تمشي في الجنة .
فقال له الزاهد : ويحك أما وجد الشيطان أحدا يسخر منه غيري وغيرك ؟
وقال رجل لامرأة : إني رأيتك الليلة في الجنة
فقالت : تقولها من غير أن تشكر فضلي عليك مع أني أدخلتك الجنة .
أشأم النساء على نفسها من لا يحب ولا تبغض , وأشأمهن على الناس من إذا عدت مبغضيها لا تعد إلا الذين أحبوها .
الحب بعض الإيمان : وكما أن الطريق إلى الجنة من الإيمان بكل قوى النفس , فإن الطريق إلى الحب من قوة لاتنقص عن الإيمان إلا قليلا , والخطوة التي تقطع مسافة قصيرة إلى القلب , تقطع مسافة طويلة إلى السماء .
مصطفى صادق الرافعي ( 1881 - 1937 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق