الأحد، 21 نوفمبر 2010

الطريق إلى بيت الحكمة 2

نظرة حول كتاب " بَيتُ الحِكمَة... كَيفَ أسَّسَ العَرَبُ لحَضَارَةِ الغَرْب " 
جوناثان ليونز ....طبعة 2010


"بعد قرون على سقوطِ روما تحولت أوروبا إلى مكانٍ خلفيٍ منعزلٍ وجاهِلٍ، لا يقرأ ولا يكتُب إلا قليلاً، غارقاً في صراعِ عنيفٍ عالمٌ يزرعُ ليعيش,في هذه الأثناءِ كانت الحضارةُ العربيةُ تزدهر، وتُبهرُ أولئك الأوروبيين المحظوظين الذين ألقوا نظرةً خاطفةً، مجردَ نظرة، على التقدم العلمي الآتي من بغداد أو إنطاكية أو مدن فارس وآسيا الوسطى والأندلس".  

كان الفلاسفة وعلماء الرياضيات والفلك العرب والمسلمون يدفعون باطراد حدود المعرفة ويحيون أعمال أرسطو وأفلاطون، وفي المكتبة التي أسسها الخليفة العباسي هارون الرشيد في بغداد، التي عرفت ببيت الحكمة، عمل جيش من العلماء بأمر منه ومن الخلفاء بعده, خاصة ابنه المأمون. وبينما كانت أفضل مجموعات الكتب في أوروبا لا تتعدى بضع عشرات من المجلدات، كان بيت الحكمة يفتخر باحتوائه على أربعمائة ألف مجلد.

"حتى عندما كان أهل بلدانهم يشنون الحروب الصليبية الدموية على المسلمين، سافر عدد قليل من طلاب المسيحية الشجعان إلى بلاد العرب متعطشين للمعرفة، وعادوا بجواهر لا تقدر بثمن من كتب العلم والطب والفلسفة التي كانت أساس عصر النهضة...".
عمل الكاتب جوناثان ليونز مراسلا لنيويورك تايمز أكثر من 20 عاما، ولا سيما في العالم الإسلامي.

وقد قسم كتابه إلى أربعة أجزاء حسب أقسام اليوم عند المسلمين، فالجزء الأول سماه العشاء، والثاني: الفجر، والثالث: الظهر، والجزء الرابع: العصر.

يبين هذا الكتاب كم تدين الحضارة "الغربية" لأمجاد الحضارة العربية في العصور الوسطى متتبعا سيرة أحد الرحالة الإنجليز "آديلارد أوف باث"، وهو من الرواد الأوائل الذين نهلوا من معين العلم العربي وروائع علم الهندسة وعلم الفلك وعلم النجوم وغيرها من حقول المعرفة، كما يعرفه المؤلف.

يشي الكاتب في ملاحظة موجهة للقارئ أنه استعمل مصطلح "العلم العربي  " بدلا من "العلم الإسلامي، رغم أن كثيرا من العلماء ليسوا بعرب عرقيا. لكن كل مكونات الحضارة من ترك وفرس ومجوس وكرد ونصارى ويهود وإغريق وسريان كتبوا أعمالهم باللغة العربية وبرعاية الحكام ولا سيما الخلفاء الأمويين والعباسيين. 

يتبع إن شاء الله

منقول عن موقع قناة الجزيرة الفضائية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق