السبت، 2 يوليو 2011

علي و Einy واللقاء الأخير

الحلقة الثانية

- آلو , السلام عليكم , أيوة يا ( يحي ) أنا تحت البيت

- ماشي يا مولانا , اطلع

- تعالى ادخل , إيه مالك ؟ صوتك ماعجبنيش إمبارح في التليفون , وليه ملهوف على   النت كدة ؟ إنت مش عندك نت في البيت ؟

- أيوة عندي , بس بالله عليك خليني أدخل النت من على جهازك وبعد كدة هاحكي لك

- إيه ده وإيه لازمة الفلاشة دي ؟ مش إنت هاتدخل على النت بس

- يا عم الشيخ , ماتستعجلش , هاقولك بس هات الجهاز بتاعك

- أوك , ثواني

أدخل علي ( الفلاش ) في الجهاز , ومن ثم قام بنسخ الرابط الذي سبق ووجده في أحد المجلدات التي كانت في جهازه , ثم وضع الرابط في شريط العنوان الخاص بالمتصفح .
وعندها لاحظ شيئا اندهش له , فإن الملف لم يتم تحميله , وظهرت علامة خطأ في الصفحة الخاصة بالمتصفح مما أصاب ( علي ) بالصدمة

- علي !! مالك يا عم الشيخ ؟! في إيه ؟ يا بني احكي لي

- هاقولك , بس إنت عندك على الجهاز براوزر تاني ؟

- أه , طبعا عندي أكتر من تلاتة

قام علي بنفس الخطوات مستخدما أكثر من متصفح , إلا أن النتيجة واحدة
بعدها أرجع ( علي ) ظهره إلى الخلف وأسنده إلى الكرسي وأخرج زفرة طويلة
( أوووووووووووووووف )
وأطرق قليلا بعدما شبك بين أصابع يديه وأسندهما إلى رأسه من الخلف

- يابني في إيه ؟ مالك ؟!

- بص يا ( يحي ) , هاحكي لك بس ده سر بيني وبينك ,أوك ؟

- أوك , قول

- خلاصة الحكاية إني كنت قاعد مع نفسي كالعادة في الأوضة بتاعتي , افتكرت بعض المواقف اللي حصلت لي قبل كدة ومنها حكاياتي مع ( شرف ) وكلامه على النسبية وعشقه ل ( أينشتاين )

- ( شرف ) ده كان معاك في الكلية ؟ صح ؟

-  أيوة , متهيألي كان بيحب ( أينشتاين ) أكتر من أبوه , المهم بعدها فتحت ( اللاب ) بتاعي وفضلت أفتح فولدرات كدة لحد مالاقيت الملف اللي أخدته كوبي على (الفلاش) ده

- ها وبعدين ؟

- أبدا , الملف كان واضح إنه مقطع على ( اليوتيوب ) , فتحته 
لاقيته وثائقي اسمه ( سيمفونية أينشتاين الناقصة ) عارفه ؟

- أه ده مشهور , اللي عملته ال ( بي بي سي ) تقريبا , صح ؟

- أيوة المهم اتفرجت عليه عادي بس الملف مانتهاش مع نهاية الشريط لاقيت حاجة غريبة , لاقيت الكاميرا بتصور حاجة من الواقع مش تمثيل , وناس غريبة دخلت تقريبا قوات خاصة ,  وحقنوا ( أينشتاين ) بحقنة , فاق وبص لي وضحك

- هههههههههههههه, طيب , وبعدين صحيت إنت كمان وفوقت من النوم ؟

- ياعم بطل تريقة , المشهد اللي شوفته معناه إن ( أينشتاين ) مامتش , الملف كان مكتوب عليه ( توب سيكريت ) يا ( يحي ) , وعليه علامة ( ناسا إكس فايلز )  المشكلة دلوقتي إن أنا حبيت أرجع الشريط واتفرج على المشهد الأخير مش عارف

_ ليه ؟

- ماهو هو ده اللي هايجنني , لما برجع الملف بيخلص عند المشهد الأخير اللي في الفيلم الأصلي عادي يعني , والمشكلة إن الملف نفسه ماشتغلش عندك 

بص يا ( يحي ) هو ممكن ملف معين مايشتغلش غير على جهاز واحد؟

- ماظنش اخترعه طريقة بالخبث ده لسة

- طيب مش ممكن ملف معين مايشتغلش غير على ( أي بي واحد )  ؟

- طيب مش انت معاك ( اللاب توب ) بتاعك ؟

- أيوة

- طيب خلاص ادخل بيه على ( النت ) هنا وجرب

قام ( علي ) بما اقترحه عليه صديقه , ولكن نفس النتيجة , الملف لم يعمل

- ( يحي ) , أنا عايز أروح ضروري , نزلني , السلام عليكم

انطلق ( علي ) مسرعا , متوجها إلى غرفته , وما فتح باب غرفته , توجه إلى ( كابل )
( الإنترنت ) وأخرج ( حاسبه الشخصي ) من الحقيبة وأدخل (الكابل) في مكانه

فتح ( متصفح الإنترنت ) واختار مسار الملف السابق من قائمة ( المفضلات )
الآن , الملف يعمل , قام علي بتقديم الشريط حتى اقترب المشهد الأخير للوثائقي
ثم ترقب ماذا سيحدث هذه المرة

نفس المقدمة , ونفس العبارات التي ظهرت المرة السابقة :

Please pay attention the Following Information  are classified as top secret

NASA X Files

ثم ظهر ( أينشتاين ) مبتسما نفس الإبتسامة التي كانت في نهاية المرة السابقة متوجها ببصره إلى ( علي ) المسكين الذي بدأ الخوف يعتريه بعض الشيء

- كيف حالك يا ( علي ) , أليس هذا اسمك ؟ ( علي ) ؟

- إيه ده ؟ ده باصص لي وبيكلمني !! لا حول ولا قوة إلا بالله , هو أنا بحلم ولا إيه ؟

- لم أفهم ماذا قلت يا ( علي ) أنا أعلم أنك عربي  فلماذا تتحدث بغير لغة العرب ؟

حاول ( علي  ) جاهدا  أن يستجمع قواه و يببدأ في الحديث معه ولكنه لم يستطع إلا أن ينطق بعض الكلمات

- نعم , ولكن العرب للأسف لا يتحدثون غالبا إلا باللهجة العامية الشائعة في بلدانهم

- أخيرا نطقت ؟! ههههههه

- أخبرني من أنت ؟ وكيف تتحدث لي من خلال ( اليوتيوب ) , أنا أريد أن أعرف ماذا يحدث لي ؟

- ألا تعرفني ؟ أنا ( أينشتاين ) , تستطيع أن تناديني ( آيني ) على الرغم من أحدا لم يخاطبني بهذا الإسم أبدا , ولكن هذه أول هدية أهديها لك يا ( علي )

- بالطبع أنا أعرفك , ولكني أعرف كذلك أنك توفيت عام ( 1955  )
في مستشفى ( برينستون ) 

وأنا الآن أريد أن أعرف  ماذا يحدث ؟ ولماذا يحدث لي أنا بالخصوص ؟ ولماذا لم يعمل هذا الملف إلا على الجهاز الخاص بي وعلى الوصلة الخاصة بي , أظنني أحلم

- لا لا , ليس حلما , أنت الآن تشاهد الواقع ولكن بطريقة ( حصرية ) , لك أنت وحدك , وعلى هذا الجهاز ( حصريا ) أيضا , و في هذه الحجرة فقط

أظنك تدرك عبارة ( حصريا ) فهي عبارة متكررة بشكل ممل هذه الأيام في وسائل الإعلام العالمية

وبالنسبة لوفاتي , فأظنك تعلم تماما أن الأمور ليست دائما كما تبدو عليه في الظاهر ألا تعرف ( صن تزو ) ؟!

- بلى , ولكن لماذا كل هذه الحصرية ؟ ولماذا لم أستطع أن أعيد مشاهدة الملف مرة أخرى على نفس الطريقة الحصرية ؟

- ( علي ) , انتبه إلى كلماتي جيدا , ولكن أخبرني أولا , ألم تكن تملك شركة كبيرة متخصصة في تجارة الحاسبات الآلية وجميع ما يتعلق بها

- بلى

- حسنا , تذكر يا ( علي ) أننا لن نستطيع أبدا أن ننسلخ من ماضينا أو أن نمحوه هكذا بسهولة لابد أن يصيبنا شيئ من خيره أو من شره , وفي حالتك أظنك أصابك الكثير من شره , ولعل ما يحدث لك الآن هو نصيبك من ذلك الخير
 
- ولماذا أنا على وجه الخصوص وعلى هذا الوجه من الحصرية ؟

-  عندما تأتيك هدية من الماضي , لا تنشغل كثيرا بمحاولة الفهم , فليست كل الأمور نستطيع أن نجد لها تفسيرا

والذي يتحتم عليك فعله هو استغلال تلك الهدية على الوجه الأكمل , لن أستطيع أن أفسر لك السبب على وجه الدقة الآن

ولكن من الممكن أن أخبرك أنني أرى المستقبل في عينيك

- وماذا عن هذه الغرفة ؟ ما علاقتها بالحصرية ؟

أخذ ( أيني ) يتجول بنظره في أنحاء الحجرة 

- يا ( علي )  اعلم جيدا أن آخر الأشياء التي تملكها ستكون الطريقة الوحيدة لنجاتك , هذا إن أردت أن تنجو

وكما أن الحاجة أم الإختراع , فإن الوحدة أم الإبداع

- نعم , ولكنك لم تجبني على سؤالي : لماذا لا أستطيع أن أعيد مشاهدة ما يحدث في نهاية الملف مرة أخرى ؟

- الماضي.. الماضي ؟! تتحدث مرة أخرى عن الماضي , إذا استطعت أن تقهر ضوء هذا المصباح يا ( علي ) فإنك حتما تستطيع أن تستدرك ما دار  في الماضي أو ما قمت به سابقا , هل تسطيع ؟

- اممممم , لا أظن ذلك

- إذن فإنك لن تستطيع أن تشاهد الملف مرة أخرى يا (علي) , اجتهد في أن تحفظ كل كلمة وإن استطعت أن تدون فافعل
 
ثم لوح  ( أينشاتين ) بيده وكأنه يقول له ( مع السلامة ) 
ثم ظهرت صورة يبدو أنها ( لأيني ) وهو في طفولته
كتبت تحتها هذه العبارة

c u Aly , do not ever 4get ,The last thing u have is the only way to survive


وبعدها أخذ علي يقلب نظره في الحجرة التي يسكنها

نفس الأشياء

حاسبه الشخصي , فراش , قطته الصغيرة , رف عليه بعض الكتب بالإضافة إلى مصحفه الشخصي

وبعدها نظر مرة أخرى إلى شاشة  حاسوبه الشخصي فوجد نفس العبارة التي اختتم بها الملف في المرة السابقة وهي :

To be continued

هناك تعليقان (2):

  1. تحفة جدا جدا
    جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيرا يا سلفية , أحسن الله إليكم , وأسعدني تشريفكم في مدونتي

    ردحذف