الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

وتستمر التساؤلات ...

مصر المخروسة 


ترى ما ومن الذي يسكت المصريين ؟ ألم يعد لهم أي قدرة حتى على الصراخ ؟ أم أن

صوتهم قد ضاع من كثرة الصراخ ؟

منهم من أصر على دخول الإنتخابات وهو موقن تماما إنها ستزور فلماذا اشترك ؟ 

ولماذا انسحب بعد ذلك ؟ وما هي فائدة المشاركة أصلا ؟ وما الذي يعنيه انسحابهم بعد 

ذلك ؟
قد يقال أن الإنسحاب بعد المشاركة قد يعطي رسالة أوقع ودلالة أشد على التزوير , 

وهنا أقول  أن الأمر من الوضوح بمكان مما يستغني به الغبي عن التوضيح أو الأصم 

عن الإشارة .

وإليك هذه التساؤلات :

1-      هل يعقل أن تيارا من التيارات أقصد الإخوان المسلمين قد فاز قبل خمس 
سنوات بأكثر من ثمانين مقعدا في البرلمان السابق وهو تيار حتما شعبيته في ازدياد 
لا لشيئ إلا لأن الشعب جله يتجه نحو الدين ومن ثم يرتبط عاطفيا بمن يرفع شعار 
الدين ؟ وهل يعقل ألا يفوز هذا التيار بأي مقعد حتى الآن في ( برلمان المستقبل )؟ 
كيف يفهم ذلك ؟
2-      كيف حصل الإخوان المسلمون على مثل هذا العدد في البرلمان السابق ؟ 
ومن نصدق الآن ؟ أنصدق من يقول أن تلك المقاعد قد جاءت نتيجة لصفقة بين 
التيار الإسلامي وبين الحزب الحاكم ؟ أم نصدق من ينبح بكلمات مثل ان الشعب قد 
اتجه نحو خيار الدولة المدنية على الرغم من أنه شعب متدين طبعا .
3-      أما إذا قال إخواننا في التيار الإسلامي إنه لم يكن ثمة صفقة في السابق , فهل
كانت الإنتخابات السابقة غير مزورة ؟ وجاء التزوير للمرة الأولى في هذه 
الإنتخابات ؟
4-      أقول هنا إننا لا نسيئ الظن بإخواننا ولكن نطلب منهم فضح الصفقة السابقة 
علنا وعلى رؤوس أشهاد مصرنا الغالية , فليقولوا علنا أنها لم تكن صفقة بنودها 
إهداء بعض المقاعد مجانا مقابل استخدام التيار الإسلامي فزاعة في يد الحزب 
الحاكم في مقاومة التدخل الأجنبي في شؤون مصر , فليقولوا علنا أنها فعلا صفقة 
ولكنها صفقة تنص على أن الحزب الوطني كان مستعدا آنذاك على تخفيف وطأة 
التزوير وإفساح الأمر حتى ولو بعض الشيئ لصوت الناخبين , قولوها يرحمكم الله .
أخيرا أقول أن الفائز الوحيد في هذه المهزلة من قوى المعارضة التي اشتركت في تلك 

(الإنتحابات ) هو ( السيد الموارب ) حتى ولو لم يفز حزبه إلا ببضع مقاعد , فأرى أن 

الصفقات ليست قاصرة على مقاعد البرلمان وحسب , والله المستعان .

محمود علي في 1/12/2010

هناك تعليق واحد:

  1. حسبُكَ من الايجاز في المعنى , والابداع في الإفهام , هذا العنوان الذي اخترتَ ((مصر المخروسة )), فقد أوْصَلتَ بكلمتين معاني بحجم جبلين , وضمَّنتَ هتين الكلمتين كل ما كان ويكون من تكميم الافواه والاذهان .
    نسأل الله ان نصلَ الى يومٍ تكون فيه حرية القول لنا شعارا
    ويكون فيه اهل الاقلام الحرّة هم اهل الاعلام

    والله المستعان

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ....

    ردحذف