الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

الحصاد ....

أسأل اللهَ ألا يكونَ حصادًا مرًا

منذ أكثر من أربعة أشهر وبعد أن قررت أن أشرع في التدوين , أو بالأدق بعد ما نصحني أحد إخواني بالتدوين , من وقتها نويت أن أقف كل خمسة أشهر وأراجع ما كنت كتبته من مقالات , وها أنا أفعل اليوم , وقد لاحظت ورصدت الآتي :

-1 وأنا أقلب أعمالي التي من خط يدي , ومن نتاج قلمي , ضحكت أحيانا , وذرفت عيني الدموع , وبكيت بكاءا مريرا أوقاتا أخرى , وأدركت كم هو شعور غريب أن تقرأ أعمالك بعد مرور فترة على كتابتك إياها .

-2 وأنا أقرأ ما كنت نقلته عن غيري , أبكاني كثيرا المنفلوطي , ووقفت إجلالا للأستاذ محمود سامي البارودي , وضحكت ملئ فمي حين قرأت ( أباطيل وأسمار ) للأستاذ شاكر , بل وكدت أفقد صوابي من كثرة الضحك الهستيري عندما قرأت ( على السفود ) للرافعي في الرد على الأستاذ العقاد رحمهم الله جميعا , وتفكرت قليلا قائلا بيني وبين نفسي : هذا الحال أمام كلام البشر فكيف هو الحال عندما يتأمل المرء كلام ملك البشر ومليكهم ومولاهم وخالقهم ومبدؤهم ومعيدهم ليوم لا ريب فيه , سبحانه عز وجل فله الحمد على ما أنعم .

- 3 تشفت أني قد تأثرت بالكثيرين ممن قرأت لهم من حيث أشعر أو من حيث تعمدت وأنا أظن أني لم أفعل .

4 -من الأشياء الجميلة التي اكتسبتها , أن لساني قد استقام ولله الحمد والفضل والمنة على الفصحى نسبيا ( أقصد بالنسبة إلى حالي قبل التدوين )

-5 اكتشفت أيضا أن الشعر عندي هو أيسر وأسهل طريقا من النثر للتعبير عن مكنون مشاعري وعن خبئ أحزاني وهمومي , ولا أدري السبب في ذلك , ولا أعلم هل هذا صحيح أيضا عند غيري أم لا .

-6 اكتشفت سمة لا أدري أهي صحية إيجابية أم مرضية سلبية , أني وإن لم أسلم من الخطأ فيما كتبت وأكتب , إلا أنني لا أصبر على خطأ غيري , بل ولا أستطيع أن أكمل مقالا وقع صاحبه في خطأ لغوي سواءا كان في اللغتين العربية والإنجليزية التي أجيدها بعض الشيئ ولله الحمد .

-7اكتشفت أن الحالة النفسية للكاتب ( أقصد أي كاتب مبتدءا كان أو خبيرا ) قد تضطره أحيانا للتصريح دون التلميح والتورية التي قد يعمد إليهما أحيانا أخرى تبعا لهذه الحالة التي هو عليها وهو مقبل على الكتابة .

-8 تحسن أسلوبي كثيرا في القراءة لغيري , ممن أعرف وممن لا أعرف ( أقصد معرفة شخصية ) , فلا شك في أنك حين تقرأ لمن تعرف معرفة شخصية , يتمثل أمامك هذا الشخص , وتراه رأي العين وأنت تقلب صفحات ما كتب , ويسهل عليك ما أشكل على غيرك , وينفتح أمامك ما أغلق أمام من سواك .

-9 بدأت أشعر بعد تلك الفترة بما يشعر به كل مدون من حاجة لمعرفة رأي الناس فيما يكتب , وأحيانا تراودني نفس المشاعر التي كانت تراودهم في بدء التدوين , هل يقرأون ما أكتب فعلا ؟ هل ينتفعون حقا ؟ هل أعجبهم ما كتبت اليوم ؟ هل أبكيت غيري عندما قرأ قصيدة كنت كتبتها وأنا أبكي ؟ هل كنت سببا في ابتسامة خرجت من فم أخي وأنا أكتب ساخرا مبتسما ؟ هل سيأتي زمان على أولادي يقرأون ما كتبت ؟ وهل سيسخرون من كتاباتي ويتعففون من الإنتساب إلي ؟ هل سيحفظون ما كتبت من أشعار على الرغم من ركاكتها ؟ وكيف بي وقتها والأمر خلاف ذلك ؟ كيف بهم وهم يقرأون ما كتبت لهم ؟ وكيف الحال بمن ناديتهم في كلامي وبعباراتي ؟

-10 هدفي في المرحلة التالية إن شاء الله وقدر أن أكون من أهل الدنيا , أن أحسن من جودة قلمي لفظا ومضمونا , وأن يكون لي في الكتابة منهجا واضحا لا أعدوه لغيره من المناهج , وأقصد بالمنهج هنا الأسلوب المميز والسمة الظاهرة .

-11 أخيرا أقول بل وأبتهل إلى الله عزوجل محتسبا عنده كل ما خط قلمي , وأسأله عز وجل أن يتجاوز عن ذللي , وأتبرأ بين يديه من أي حول أو قوة إلا به , وأسأله جل وعلا أن ينفع كل مسلم قرأ كلامي وكلام غيري في مقالاتي المدونة وأن يصرف عن كل مسلم كل سوء أو خطأ وقعت فيه من حيث أدري أو من حيث جهلت , وأنا أتبرأ من كل قول في مقالاتي قد خالف ما عليه إجماع الأمة المحمدية أهل السنة والجماعة المرضية , التي لا تجتمع على ضلالة , وأدعو الله بالرحمة لمن انتفعت بكلامهم أحياءا كانوا أو أمواتا, وأخص بالذكر ( الأستاذ إيهاب محروس صاحب مدونة خطوات نحو التغيير , والتي أقلب صفحاتها يوميا إلا أن ذلك لم يعدل حلو لقاءه ولا متعة مجلسه ) والذي لم أشر إليه هنا بلفظ ( أستاذي ) حياءا مني وإجلالا له أن ينتسب مثلي لمثله غفر الله له وعفا عنه ونفع به , فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله تعالى , وأشكر أيضا كل من مر على مدونتي واشترك فيها , وعلق على مقالة فيها وأسأل الله أن تكون كل لحظة من لحظات وجودهم في تلك المدونة في ميزان حسناتهم جميعا.

والله حسبي ووكيلي ونعم الحسب والوكيل , وصلى الله على النبي الأمي الذي أوتي مجامع الكلم , وسلام على إخوانه المرسلين , وآله وأصحابه أجمعين , والحمد لله رب العالمين .



محمود علي في 15/12/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق