الحُـــــــــــــــــــــــــــــزنُ زادِي
ثُـرتُ .. وهَـتفتُ .. وتظاهرتُ مِن أجلِ العِشقِ كثيرًا ...
ولكـنَّ النّصرَ لم يُكتبْ فِي صَفَحَاتِ أمجَادي
نِمتُ عَلى أرصِفَةِ مَيادينِ الهَوى مِلئَ جُفُونِي ...
وَنَزَعتُ عَني لباسَ الخَوفِ وكظَمْتُ غَيظِي وأطفأتُ لهيبَ أحقادي
حارَبْتُ الخِـيانةَ والعِمَالةَ وطهَّرتُ مَا فِي قلبِ حَبيبتِي مِنَ الفَسادِ
فاوضتُ كثيرًا وصافَحْتُ كثيرًا وحفظتُ كلَّ مَواثيقِ السَّلام ...
والآن ... لم أعُدْ أفرِّقُ بينَ الهُدنَةِ والتولّي .. كيفَ أسَالِمُ .. كيفَ أُعَادي ؟
لمْ أكنْ أفهم لمَا هذا الغرور الذي كانَ يعتريكِ ...
ألِفَرطِ حُبِّي ؟ أم لِجُنونِي فِي العِشقِ ؟ أم عِنَادي ؟
كنتُ أروى لصَاحِبي عَنكِ .. كانَ سِرِّي .. لم أكنْ أغارُ عليكِ مِنه ...
حتَّى رأيتُ فِي عينيكِ صُورَتَه فانهزمتُ واستسلمَ لرياحِ الغَدرِ فُؤادي
ماذا أفعلُ ؟ كنَّا نُجَاهِدُ فيكِ سَوياً ... دَمُهُ فِيه مِن دَمِي ...
أنَا الذي عَلمْتُهُ العِشقَ ... ولِسَانُه ينطقُ بقصَائِدِ شِعْرِي وَجَمِيلِ إنشادي
كَيفَ سيجمعُنا القتالُ ثانيةً ؟ أخشَى أن أقتلَهُ بِسهمِ الهجاء ...
أخافُ عليهِ مِنِّي ... مِن قسوةِ حُبي لكِ ..
أنظرُ إليهِ مُمْسِكاً بسلاحِ شَوقِي وَسَبَّابَتِي عَلى الزِّنَادِ
حِينَ أنظرُ فِي عَينيهِ أرَاكِ ... لا لنْ أقتلَهُ ...
بل سأموتُ أنا ... أجَل سأموتُ وأُهديِهِ قَلبي وخِيرَةَ أجنَادي
أخبرْهَا أنِّي مِتُّ وأنا أنظرُ إليهَا فِي عَينيكَ صاحبِي ...
اروِ لهَا ماذا كنتُ أقولُ وانا أحتضِرُ ...
ولكنْ هذهِ المَرَّةُ عَلى لِسانِي أنا ..
أبلغْهَا أنِّي لمْ أخُنْ ولَمْ أغدِرْ ... قُل لَهَا أنِّي سَأظلُّ أُحِبُهَا ...
وَسَأفخَرُ بِهَا مَا لاحَ فِي الأُفْقِ بَدرٌ وفِي الصَحراءِ أنشدَ حَادي
أنَا الذي أحببتُكِ فِي حَربِي وفِي سِلمِي وفِي الجهادِ وفِي الرُقادِ
ذَكرتُكِ حُرَّاً مُقاتِلا أبياً وفِي ذُلِّ الأسرِ وفِي قَسوةِ الأصفَادِ
لم يغِبْ عَنِي الحَنينُ إليكِ يَوماً..
كنتِ مَعِي فِي مآتمِ حُزنِى و فِي نَسَمَاتِ أعيادي
كنتِ مَعِي فِي حِلي وفِي حَرَمِي ... فِي التمتُّعِ والإقرانِ وفِي الإفرادِ
كنتُ أُهْدي قَصَائِدَ الحُبِّ لجَميعِ المُحِبين ...
للنجُومِ كَي تُحبَّ السَمَاءَ وحَشائِشِ الأرضِ وللجَمَادِ
عَلَّمْتُ جَميعَ المخلوقاتِ مُفردَاتِ العِشقِ وَالهَوَى ...
فاضَ حُبِّي فِي أركانِ الكونِ ... فِي لهيبِ النيرانِ وفِي الرَّمَادِ
سأظلُّ وفياً لكِ ... فِي حِلي و فِي غُربَةِ وَطَنِي وَقسوَةِ البلادِ
مِن غَيرِ حُبَّكِ لمْ أعُد سُوَى روايةٍ مُمِّلةٍ ... وَبياضُ قلبِي تَوشَّحَ بالسَوادِ
بَعدَكِ ... صِرتُ حَديثـاً مُعضَلا ... مَتنٌ ضَعيفٌ بِلا وَصلٍ وَلا إسنَادِ
لَهيبُ قَلبِي شُعلتِي والدَّمْعُ قَلَمِي وَنَزيفُ الهَجرِمِدادي
ياصَاحِبِي ..
وَحِيدًا سأمُوتُ بِلا قلبٍ ....
فقلبِي بَين جَوانِحِكَ .. وَالأسَى مَتاعِي وَالحُزنُ آخِرُ قُوتِي وزادي
أبلغْهَا مِنِّي السَلامَ ... وَأوصِيكَ أنْ تُسكِنَهَا فِي أعمَاقِ قلبِكَ ...
حَتَّى أرقُـدَ مُنعَّمَاً... كمَا كنتُ فِي زمَان مِهَادي
محمود علي في 15/3/2011
وتـستمــر الأحزان ....
ردحذفتحفـــــــــــــــــة تسلـــــــــــم ايـــــدك
ردحذفجزاكم الله خيرا ...
ردحذفجميلة اووووووووووووووى
ردحذفتسلم(marwa_mahmoud)
جزاكم الله خيرا ... شرفنا مروركم في مدونتي ...
ردحذف