لا تنسَـــــــــــــــــــــــانِي
سألتَــنِي يَومَاً هَل أٌعَانِي فِي الهَوَى مَاُ تُعانِي ؟
أقولُ لك....
حَبيبـي ... لا بَل لا أَجِدُنِي قَادِرَةً عَلى هَجْرِكَ لا أرانِي
رَأيتنِي قَبْلُ حَالِمَاً وَكُلُّ مَا رَأيتَهٌ ستنالَهُ مِنِّي بِغَيرِ تَوَانِي
سَوفَ يَجْمَعُنَا العِشقُ ثَانيةً سأحنو عَليكَ سَأراكَ وتَرانِي
عبدُ اللهِ و أحمدٌ العَليُّ يقبلانِ صورتَك كُلَّ حِينٍ وأوَانِ
كَم صبَرتُ عَلى الهَجرِ وَ الجَوَى وَ قَد نَالَ مِنِّي مَا أُعَانِي
أصْبحتُ امرأةً غَيرَ أُنثى أينَ أنتَ ؟ تباً لتِلكَ الدقائقِ والثوانِي
آهٍ مِن كَلامِكَ الذي قد أرَّقَ مُهجَتِي وَنَزَعَ النَّومَ مِن أجفانِي
اعتَرِفْ ...
اعترِفْ هَل أحببتَ غَيري ؟
هل عَشِقتَ سوايَ ؟ أم أغرَتْكَ امرأةٌ مِن طَنجَةَ أو مِكنَاسَ أو تَطوانِ ؟
وَكَيفَ حَالُ الحِجَازِ وَأرضِ ليبيا وَكيفَ تُونُس ؟
أم مَا زِلتَ فِي نَزواتِك سُودَانِي ؟
سَأجمَعُ جَمَالَ الأرضِ لكَ بينَ يدَيَّ وَسَترَى عِشقَ الأنجُمِ وَالأكوانِ
سأجـعَلُكَ أمِيراً فِي مَملكتِي سَتُمسِكُ فِي بَلاطِي بِأعنَّةِ الفُرسَانِ
سَتَـثورُ بِداخِلِي وَتُزيلُ ظُلمِي وَتَرفَعُ شَعاراتِ العِشقِ فِي مَيدَانِي
وَتجعَلُ الشَّعبَ يَصرُخُ بِي وَ يَهتِفُ بِرَحيلِ ذَاكَ المُلكِ وَالسُّلطَانِ
سأتـنحَّى لكَ عَن مُلكِي وَ سأرضَى بكونِي أميرةَ عِشقِكَ يا أنَانِي
تَعَالَ ...
حَـرِّرْ مَا بَداخِلِي مِنْ غَانياتِ الهَوَىَ أسرَعَ وفك قيدَ العَانِي
سَأكونُ لأجلكَ مَمْلكةً زَائِـلةً ...
حَقِقْ طُمُوحَكَ واغتنِم كُلَّ أرجاءِ الِعشقِ فِيَّ وَالأزمَانِ
كَمْ أُمِرْتُ بتركِ عِشقكَ سَابِقاً ... أمَّا الآنَ فقد قتلتُ بِداخِلِي مَن ينهَانِي
سأمحُو قَسوتِي وأزيلُ حِقدِي وأغذُوكَ حُلوَ الهَوَى والعشقِ والتَحنانِ
سأُنسيكَ قَصَائِدَ العِشقِ التِي حَفظتَهَا ... لا تَعجبْ فالزَّمَانُ زَمَانِي
سَأمدَحُنِي وَ أهجُو جَارَتِي وَسأفخَرُ بِعزَّتِي وَ أقتلُ مَن رثَانِي
قَد كُنتَ سَابِقاً أميرَ الشُّعراءِ فِي العِشقِ والهَوَى ...
أمَّا الآنَ فلا تكتبْ قصيدةً إلا مِن لِسَانِي
إيَّاكَ أن تُسَطِّرَ الشِّعرَ فِي امرأةٍ غَيرِي ...
حَتَّى وَإن قُلتَ " مِصرَ " دَعكَ مِن هذا اللفِّ والدورانِ
أنتَ الآنَ لِي وَحدِي ...
وألفاظُ شِعرِكَ فِي النِّساءِ أضحَتْ بغيرِ مَعَانِي
وأخِيرًا أعترِفُ لكْ ...
نَعَمْ أَعترِفُ ... كَمْ كُنتُ سَعيدةً حِين قُلتَ صارخَاً " قَدْ أطلقتُ عَنَانِي "
محمود علي في 27/2/2011